ثلاثة وواحد، الابن يتحدث والاخت تتحدث، والاخ الاكبر يجلس ويراقب، كان ذالك
مشوار طويل، ولكنه الايمان والشعور بالثقة ان ذالك المشوار الطويل سيصل بهم
الى مبتغاهم، قال الاخ الاكبر لوالدته وهم في الطريق لاول المرة الى مركز اثير،
امي اشعر بشعور مريح مع اني لا اعرف لماذا لم تختارين مركزا تعليميا قريبا في
بلدنا ولما الذهاب الى بلد غريب وبعيد كل هذه المسافة؟، لا اعلم ولكن شعوري
ممتاز، فالحدس السادس قد يصدقني.
اذ كان اللقاء لقاءا تقييميا، كانت الام تحاول مساعدتي في جعل الطلاب يسترسلون
بالحديث لعل مما يعبرون به من كلمات يكشف ما يخفى من صعوبات او مفاتيح
لحل مشكلاتهم، ولكنها كلما وجهت حديثها للفتاة ابنتها، كأن تقول لها : قولي
للاستاذ شو حاسي ؟
لم تجب الفتاة على السؤال واحمر وجهها .
اعادت السؤال عدة مرات.
قلت لوالدتها : الان سأسأل ابنتك السؤال نفسه وسترين كيف انها ستجيب.
فاجابت الفتاة وقد رفعت راسها واسترسلت بالاجابة المستفيضة.
توجهت والدتها لي: لا اعرف كيف استطعت استخراج الاجابة منها بسهولة رغم
خجلها.
قلت لها: ابنتك تتحدث من خلال الصور والالوان ، فكلمة “شايفة” تجعلها تفهم ما
تقولين، وكلمة ” شو حاسي” ليس الجهاز التمثيلي اللغوي المناسب لها.
حدث نفس الشيء مع الاخ الاصغر، فكلما سالته والدته ” شو شايف الجلسة “، قال
لا اعرف ماذا تقصدين، قلت لوالدته الان ساجعله يجيب بتغيير السؤال قليلا.
قلت له: قلي واحكيلي شو بتقول عن جلسة اليوم، هات خرفني.
وحالا بدا بالحديث المستفيض.استغربت الام.
هنا الاختلاف، لغة الابن سمعية، اما لغة الاخت بصرية ، هو يعبر عن عالمه من خلال كلمات سمعية مثل ؛”
خرفني” ” احكيلي” ” شو بتقول”.
وهي تفقه العالم من خلال القناة البصرية ، الكلمات الصورية
:” شو شايفي يومك”.
هيا الى مركز اثير
كفرقرع البرامج التعليمية المتخصصة لطلاب المدارس