قصة تعرض طريقة مرنة وابداعية في العلاج

بعد دورة في طريقة التعامل مع قضايا الاطفال بطرق ابداعية، وبعد مرور الدورة في مرحلتها الاخيرة والتي اشتملت على 60 ساعة تعليمية وارشادية للامهات ، جاءت ام تستشيرُني في طريقة حلها لمشكلة ابنها تطبيقا لمبادئ الدورة ، قالت :”ما رأيك استاذ رائد في هذا؟” فقد كان ابنها يرفض حل الوظائف المدرسية اليومية  ، مع انها كانت تجلس معه وتحاول مساعدته دائما ألا ان رفضه وعناده هذا كان يتفاقم في كل مرة ويزداد شدة واصبح الأمر في غاية من الصعوبة والمشقة .

فقامت بالأمر التالي:

 يعود الابناء من المدرسة وبعد الأكل والشرب تسأل الام ابنها اية مهام مدرسية عليه القيام بها في ذلك اليوم ( الوظائف المدرسية البيتية)- فبدلا من ارغامه على إتمام المهام المدرسية والدخول في سجالات متكررة معه سجالات لا نهاية لها ، ابنها هذا كان صعب المزاج في كل ما يخص اداء واجبه الدراسي- اتبعت الام طريقة مختلفة هذه المرة اذ قالت له  : اذهب للعب مع اصدقائك فانا سوف اقوم  بأداء المهام المدرسية بالنيابة عنك وساقوم بالتأكيد بحل تمارين الحساب ايضا ، قالت هذه الأم ان ابنها كان مندهشا مستغربا وان  علامات الاستغراب كانت ظاهرة على وجهه ..بالتأكيد فاجأت هذه الام الابن!

ففعلا كانت والدته تقوم بحل الوظائف المدرسية له، ولكنها اتفقت مع معلمته بالمدرسة ان تقوم هذه المعلمة بفحص الوظائف  يوميا واتفقت معها ان توبخه لان الحل ليس في المكان الصحيح رغم ان الاجابة صحيحة ، فحل السؤال رقم واحد موجود في السؤال رقم 2، ثم ان حل رقم 3 يجب ان يكون في السؤال رقم 3 وليس رقم 4.

كانت تتعمد الام بحل الاسئلة بشكل صحيح ولكن تقوم “بخربطة” الترتيب ، وكان الولد يعود الى البيت كل يوم ويرشد والدته في وضع الحلول باماكنها الصحيحة لأنه لا يريد ان توبخه المعلمة على الترتيب ، فمعلمته كانت مسرورة من الاداء لولا  ان الترتيب الصحيح للحل ليس في مكانه.

كان هذا بالاتفاق  مع المعلمة.

أصبح الولد يفتح الحقيبة كل يوم بعد عودته من المدرسة ويطلب من الوالدة ترتيب الأجوبة ويرشدها في ذالك،  ورويدا رويدا أصبح يقوم هو بحل التمارين والمسائل .

ما رأيكم بطريقة هذه الام؟؟؟؟

شرح وتوضيحات وارشادات: تتطرق هذه القصة الى مبدا اخر في التفكير خارج الصندوق وهي طرق واساليب مركز اثير في علاج سلوكيات الابناء الغير ودية مع ألإملاءات المدرسية، التمرد والرفض والمماطلة وقلة الحافز، اذ تطرقت هذه الام من باب “الكيف” وليس من باب الفحوى في علاج هذا التمرد، وفي النظر الى الشكل وليس المضمون، فهناك طلاب يهمهم في الامور شكلها وليس فحواها، مثل هؤلاء قد تجدهم يهتمون في شكل الاتصال والحوار وليس في فحواه رغم ان الفحوى قد يكون مشجع جدا، الا انهم يهتمون الى شكل هذا الحوار، النغمة النبرة ارتفاع الصوت وانخفاضه ولا يهمهم بذات الاهمية المعاني التي قد تنعكس في الكلمات المنطوقة، هذا الابن يهتم بالشكل والظاهر ولا يهتم بالفحوى، كما ان الحالة الذهنية التي وصل اليها كانت قد جعلته رافضا تماما لاية مهام مدرسية ورافضا للعملية التعليمية ، وما قامت به والدته انها خطت خطوات مهمة في التخفيف عن ابنها في اداء المهام، وفي نفس الوقت جعلته مسؤول عن تبعات

نتائج المهمات في جانب من الجوانب، وبشكل غير مباشر استطاعت ان تتخطى المقاومة والرفض وتحفيزه في جانب اخر، وعندما زادت اهتمامات الطالب في جانب محدد ازدادت اهتماماته في جوانب اخرى او تغيرت.

رائد مصالحة مركز اثير كفرقرع

ليس المهم ما تقول ولكن كيف تقول ذلك

كان صعب المزاج ، رغم المحاولات التي كانت تنادي بها والدته والعلاجات الا ان هذا الولد لم يكن يتغير، شديد التمرد والغضب ويفعل ما يحلو له ، كان يعاند ويرفض اي تدخل علاجي.

لم يكن التغيير يلوح له ولهم بالافق.

يوما ما قد اشارت لها جارتها الى احد الاشخاص المعالجين ذوي القدرات الهائلة والذي يمكنه ان يطبب مزاج ولدها ويعالجه، فزارت هذه الام القلقة هذا المعالج واطلعته على حال ولدها.

قال لها احضريه لي، وفي يوم وفي ساعة ما من ذالك الاسبوع دخل الولد الى غرفة المعالج وفور دخوله وجلوسه للتو على الكرسي، نظر المعالج نظرة صمت طويلة وغريبة وقال فجأة

:” ايها الولد كم ستكون متفاجئ عندما تكتشف انك قد تغيرت”

إذهب الان انتهت الجلسة.

نظرات استغراب ودهشة اعتلت وجه الولد.

في الاسبوع التالي اتصلت الوالدة وقالت للمعالج:

” ماذا فعلت بولدي كل شيء تغير في سلوكه للاحسن، اشكرك كثيرا”

انها الكلمات التي تصنع الفرق والاعتقاد الصادق بقدرات كل طالب.

بينما قال له الجميع عليك ان تتغير؛، قال له المعالج ” كم ستكون مندهش عندما تكتشف انك قد تغيرت”

فالمسألة اصبحت الان كم هي كمية الدهشة التي سيكون عليها هذا الولد وليست فيما اذا كان سيتغير ام لا.

وقال له انت قد تغيرت، اي ان التغيير قد حصل.

رائد مصالحة

مركز اثير كفرقرع

شرح وتوضيحات وتوصيات:

عنصر الدهشة والمفاجأة يعمل على اعادة ترتيب العمليات الدماغية والتغلب على الانماط السلوكية العنيدة، الارباك احيانا يجعلنا ندخل في حالة ذهنية اكثر مرونة مما سيساعدنا او يساعد الاخر الذي تعرض للارباك والبلبلة والمفاجأة في ان يتغير.

كما ان الرسائل التي نمررها طوال الوقت للابناء عادة ما تكون فظة ومباشرة بشكل يجعل الابناء اكثر تمردا، لذالك من المهم ان تعرض الامهات المطالب اليومية على الابناء  بشكل يتصف بالمرونة، فبدلا من ان نطلب من الابن ان يذهب فورا لاداء مهماته المدرسية، يمكن ان نقول له :” عندما تستمتع من انهاء مهمتك المدرسية سنذهب معا لمشاهدة لعبة كرة قدم واي فريق سيفوز اليوم؟ ، سنكتشف وسنندهش في اكتشاف ذالك بعد ان تنهي مهمتك المدرسية”.

هنا قال الوالد لولده شيئا يبدو لطيفا وسهلا، مع هذا ردود افعال الابناء قد تختلف تماما عندما تقول لهم والدتهم نفس الشيء بالطريقة المباشرة؛” يا بني اذهب للمطالعة لا يوجد لديك وقت للعب، انت تضيع وقتك على اشياء فارغة”.

Share:

More Posts

دورة بجروت رياضيات بالتعلم عن بعد

دورة بجروت بالتعلم عن بعددورات الرياضات بمركز اثير تكون فردية وبمجموعات : الدورات الفردية تاتي بمنحى تخصيص ملف خاص حسب معطيات التقييم الذي يعطى للطالب

في هذه الصفحة “مقالات واعلانات ” تجدون بعض القصص الملهمة من مقتطفات كتاب :”النجاح للامهات : قصص علاجية” ,للحصول على كامل القصص العلاجية الملهمة ما عليكم سوى تقديم طلب من خلال رسائل الواتس اب او الايميل deedoma@mail.com

يمكنكم ايضا التواصل عبر الارقام المرفقة    بالصفحة اليكم مقتطفات من قصص علاجية ملهمة, طرق غير اعتيادية في علاج صعوبات سلوكية  تؤثر على المهارات التعليمية

Send Us A Message