ظاهرة العنف وتأثيرها على الأداء المدرسي

ظاهرة العنف

جاء طالب الى مركز اثير ليتعلم فوجدته كثيرا ما كان ينفعل في اللقاءات الجماعية، كلمة هنا وكلمة هناك تخرجه من توازنه على اضعف الاسباب، وفي لحظة شاهدت ذالك يحدث للتو امامي وقد تشاجر مع احد الطلاب وانا اقف جانبا واراقب، فاذا به يحمر وجهه وتتشنج عضلاته فهمت فورا انه قد دخل للتو في نوبات الغضب،  وعادة عند الغضب لا يستطيع هذا الطالب التعبير عن غضبه الا بالطريقة الجسدية اذ تظهر عليه علامات احتباس وانفعال ونبضات القلب ترتفع داخل الصدر وتظهر عليه تشنجات في العضلات وقبضات يده مشدودة تعبيرا عن شدة غضبه ، اوقفته فورا جانبا وقلت له بالحاح اغلق عينيك، بدأت الح عليه ان يفعل ذالك قبل ان يتصرف حركيا (الضرب او الايذاء ) اتجاه الطالب الاخر، وفورا قلت له تنفس بارتياح وامسك عينيك مغلقة واستمر بالتنفس والاسترخاء، لاحظ الان كيف يسري الدم في جسدك اجعل هذا الغضب يخرج مثل البخار من فمك واريدك ان تشاهد اي صورة تشكلت من البخار الحار الخارج من جسدك، بالطبع بدأت اقول له :” قل لنفسك باسترخاء انا ممتاز انا رائع انا اتحكم بمشاعري انا ساكون على ما يرام وانا جريء واحترم نفسي والاخرين واتقبل مشاعري واستطيع ان اعبر عنها بالكلمات”

قلت له : افتح عينيك، فتح عينيه ونظر حوله وكأنه مستغربا وكان مرتاح جدا واستمر باللعب وكأنما لم يحدث شيئا.

رائد مصالحة

مركز اثير كفرقرع

شرح وتوضيحات وتوصيات::في ثقافتنا قد نختصر التجارب التي نعيشها او يعيشها الاخرون ببعض من النصائح او التوبيخ، قد ننفعل للكلمات وننسى المشاعر التي تختفي خلفها، قد يستغرب البعض ان اكثر الاشخاص فظاظة وعنفا هم اكثرهم رقة او ان ما لا نراه هو ان ثمة مشاعر مقلقة في داخلهم وقد يعيش هؤلاء وفي داخلهم ” مخاوف” كثيرة او  فوبيا غير محددة الاسباب –

عادة ما تكون هذه ” المخاوف” فوبيا” غير واعية اذ لا يعيها الشخص وهي تتجسد كسلوكيات عنيفة ، لا نريد حقا لطلابنا ان يضمروا هذا الخوف نريد لو استطاع هؤلاء التعبير عن ما يشعرون به بحرية اكبر وان لا يبقى ضامرا.

الاذكياء من يستطيعون فهم العالم الذي يختبئ وراء الكلمات وراء الصراخ خلف النظرات التي قد تبدو مستحقرة او غاضبة ، يكفي احيانا ان نضع يدنا على كتف الانسان إن كان غاضبا، او متهجما، او ساخرا ، لكي يهدأ.

اننا اذا استطعنا تحويل المشاعر وإعطائها شكلا او صورة فاننا سنعطي هذه المشاعر تعبيرا مختلفا مريحا واكثر وضوحا ، هذا بمثابة علاج صريح.التعبير بالتخيل والاسترخاء هي احدى اساليب العلاج.