فتاة الكينامون : على المدرب والمعلم في المدرسة ان يكون جريئ

فتاة الكينامون (بهار  القرفة)

هذه فتاة صغيرة جدا ، توجهت ام من الامهات الى معالج قدير بعد ان ” راحت السند والهند ” تبحث عن علاجات ولم تنجح العلاجات، ولكن عندما تصل المسألة الى هذا المعالج فهذا امر بديهي ان ينجح في غالبية الحالات.

قالت له :” ابنتي بدأت تتراجع بالمدرسة؛، الطلاب يستهزئون بها لان على وجهها النمش، والان لا تذهب ابنتي الى المدرسة منذ مدة طويلة، انها ترفض ذلك تماما، انها متقوقعة مكتئبة جدا.”

قال لها احضريها بعد اسبوع.

وفعلا فور دخول الفتاة  حدث شيء مفاجئ…

قال لها المعالج:” انت سارقة”

تعمد المعالج ان يبتدئ الحوار بهذه الطريقة ، مع ان المتوقع ان يبدأ شخص الحوار مع الغرباء في التعرف اولا على اسم الشخص وخلفيته الثقافية وامور حياتية عامة، هنا اختلف الامر .

انفعلت الفتاة وقالت له.

” انا لست سارقة”

وبدا الاتهام يحتدم، وبكل قوة وجدية يقول لها:” انت سارقة وهي تقول له لا لا لا، والغضب يشتد ويظهر على وجهها لهذا الاتهام”

قال لها : سأثبت لك ذالك.

قالت بكل ثقة :” هيا اثبت لي ذالك”

قال لها:” انت تذهبين كل صباح الى المطبخ دون ان يراك احد وتخرجين علبة القرفة ( كينامون ) من الخزانة وتبتدئين اكل بهار القرفة الكينامون ، واثبات ذالك ودليل عملية السرقة ان أثار القرفة  على وجهك  (يقصد النمش على وجهها!)، ما هذا على وجهك؟، اليس ذالك هو حبيبات القرفة التي قمت بسرقتها وأكلها حتى انتشرت في كل مكان على وجهك.

تفاجأت الفتاة وضحكت وضحكوا ، كان الامر غريبا ومضحكا بالنسبة لها ، الغريب أن  يُنظر الى عيب في وجهها وهو النمش على انه سرقة ، واي سرقة هذه انها سرقة القرفة، وخرجت مشدوهة وشيء من الانفعال الممزوج باشارات التغيير ظهرت على وجهها…

بعد سنة وصلت رسالة الى المعالج من الفتاة، ” سيدي المعالج هل تتذكرني؟، انا فتاة الكينامون، سنوات مرت ولم التقي بك, لكني كبرت وفقط اردت ان اشكرك كثيرا، انا طالبة ممتازة واعتز بنفسي الان، شكرا على مساعدتك لي”

فتاة الكينامون

رائد مصالحة

مركز اثير كفرقرع

شرح وتوضيح :

من قصة فتاة الكينامون نتعلم ان تغيير المعنى الذي يفسر لنا الاحداث التي تحدث معنا  وان المعاني التي نختار ان نعطيها للاحداث في تجاربنا الحياتية مهمة في بلورة شخصيتنا او شخصية الطالب، فالفشل معناه اننا اصبحنا اكثر  جرأه وشجاعة في معنى اخر, وليس فشلا، نتعلم كيف نستطيع ان نواجه الصعوبات ونتحداها، ان الشيء المحرج مثلا الذي يحدث معنا هو خفة دم في معنى اخر, في معناه الشعوري لشخص هو استحقار للنفس، ان الخوف عاطفة متطورة وليس ضعفا، ان الصدمات التي تمر على شاب او شابة وتعيق حياته او حياتها ، ما هي الى متعة التعلم ، ان نتعلم ماذا تعني الصدمات, كل ما علينا ان نقوم به لتشجيع ان انفسنا هو ان نعطي تجاربنا معنى رائع ومشجع لكي نتقدم اكثر.